صحيفة تركية: قطر مركز عالمي للعلم والتعليم
القاهرة – عبدالمنعم حلاوة
أشادت صحيفة "توداي زمان" التركية بالاهتمام الكبير الذي توليه قطر لقطاع التعليم وإقبال الطلاب القطريين على الالتحاق بالجامعات العالمية التي افتتحت أفرعا لها في قطر لتحسين مستواهم العلمي وتطوير قدراتهم وبحثهم الدءوب عن المعرفة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها المطول الذي نشرته تحت عنوان "قطر فخورة بمؤسساتها التعليمية مع اقتراب يوم التخرج لعام 2009"، إلى مدى السعادة التي يشعر بها القطريون مع اقتراب تخرج أبنائهم من اعرق الجامعات العالمية الموجودة على أرض قطر، وإعلانهم أن يوم التخرج سيكون مناسبة خاصة تحظى باستعدادات غير عادية.
وركزت الصحيفة على الاهتمام الكبير من جانب القطريين بالعلم والتعلم وقالت "تخيل لو أن بلدا في العالم يهتم بقطاع التعليم ويسعى إلى تطويره ويمنحه الأولوية، حتى أن مؤسساتها التعليمية باتت مثار إعجاب الجميع وصور الطلاب الجامعيين تزين لوحات الإعلانات في شتى أرجاء عاصمتها، فسيكون مستوى التعليم في هذا البلد مرتفعا جدا، وهذا بالضبط ما يحدث في قطر حيث تنتشر الجامعات الأجنبية ويحصل الطلاب القطريون على أعلى مستوى تعليمي في أعرق الجامعات الأمريكية وعلى احدث النظم العالمية الأمر الذي جعل من يوم التخرج بمثابة عيد مهم للشعب القطري يحتفل فيه بتفوق أبنائه ونجاحهم في تحصيل العلم، وقالت إن الجامعات القطرية أعدت عدتها الخاصة لجعل يوم التخرج حفلا تاريخيا، وسوف يشارك النجم الاسباني "إنريكي اجلاسيس" في احد الاحتفالات التي ستقام بهذه المناسبة.
وأكدت أن قطر أخذت على عاتقها أن تكون مركز تعليم مهم ومؤثر ليس إقليميا فقط بل وعالميا أيضا، وفي سبيل تحقيق هذا بدأت في تبني سياسة تعليمية طموحة لتحسين قدراتها وإمكانياتها حتى تتبوأ المكانة التي تريدها وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد حاليا، خاصة مع الاهتمام الكبير الذي أولاه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى للنظام التعليمي بالبلاد وإعلانه عن تأسيس "مؤسسة قطر" عام 1995 وهي الجهة التي أنيط بها وضع الاستراتيجيات والسياسات التعليمية وتمخض عنها إنشاء المدينة التعليمية والتي أنشئ بها العديد من أفرع الجامعات الأمريكية العريقة مثل "جامعة كومنولث فرجينيا" والتي تمنح درجات علمية في الجرافيك والتصميم الداخلي، وكلية ويل كورنيل للطب، وجامعة تكساس A&M قطر، والتي تمنح درجات علمية في الهندسة، وجامعة "كارنيجي ميلون" والتي تقدم خبرات علمية كبيرة في إدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر، ثم فرع لجامعة "جورج تاون" فورين سرفس، بالإضافة إلى كلية الدراسات الإسلامية وجامعة الشمال الغربي في قطر والتي تتبنى برامج أكاديمية في الصحافة والاتصالات العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أن المدينة التعليمية بقطر منذ تأسيسها تضع نصب أعينها جلب الجامعات العالمية والأمريكية إلى قطر، ليحصل الطلاب القطريون على نفس المحتوى والخبرات العلمية والتعليمية التي يحصل عليها طلاب تلك الجامعات في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى تقديم خدمات تعليمية أخرى لطلاب من المنطقة وأي مكان آخر بالعالم يمكنهم القدوم إلى قطر والالتحاق بهذه الجامعات، مشيرة إلى حرص قطر على أن يكون هناك أعضاء في هيئة التدريس من الجامعات الرئيسية ليشرفوا بأنفسهم على وضع البرامج ورسم السياسات في أفرع تلك الجامعات بقطر حتى تكون صورة مكررة من الخارج.
وأشار التقرير إلى أن أفرع الجامعات في قطر تفوقت في نواح كثيرة على الجامعات الأم في أمريكا وأوروبا، من حيث التجهيزات والوسائل التكنولوجية التعليمية، بالإضافة إلى المنشآت ووسائل الراحة والترفيه الموجودة في الجامعات القطرية والتي أنفق عليها مليارات الدولارات، وهو ما ساعد العلماء والباحثين في قطر على اتمام مشروعات مهمة في زمن قياسي، مؤكدا أن الباحثين في كلية ويل كورنيل ميديكال للطب في قطر استطاعوا الوصول إلى الجينوم الخاص بنخيل البلح في زمن قياسي ورسم الخريطة الجينية الخاصة به، وهو ما يعد اكتشافا مهما ومؤثرا ليس لقطر فقط بل لجميع دول الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا والتي يكثر فيها النخيل، وأوضح أنه لولا وجود عشرات المعامل الحديثة المزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية المتطورة ما نجح الباحثون في الوصول إلى هذه النتيجة في هذا الوقت القصير، بجانب الدقة المتناهية في تسيير العمل والفن الرائع والمذهل في تصميم المباني وقاعات التعليم.
وأشارت إلى أنه في سياق اهتمام قطر الكبير باستثمار مواردها البشرية أعلنت مؤسسة قطر عن توفير فرص عمل لخريجي تلك الجامعات والاستفادة من خبراتهم العلمية الكبيرة حتى تعود الاستثمارات الضخمة التي أنفقت على المدينة التعليمية في صورة موارد بشرية قطرية قادرة على المساهمة بفاعلية في تطوير البلاد والارتقاء بها.
الجمعة يونيو 12, 2009 7:09 pm
